وصفة للحياة الحديثة

This post is also available in: English Español

هذه الوصفة لن تحصلي عليها من طبيبك.

في كثير من الأحيان نتبع تعليمات الطبيب الجيدة ولكننا لا نحصل على العلاج الذي نسعى إليه. لدينا اليوم في العصر الحديث دواء لكل داء, ولكن هل هذا هو الطريق الصحيح الذي يجب علينا اتباعه للعناية بأنفسنا عند تعرضنا لأمر صحي؟

يعرف العلم الكثير عن كيفية عمل الجسم ولكن هناك أشياء أساسية تغيب عنه. إذا استطعنا الاهتمام بهذه الأساسيات يمكننا تجنب العديد من المشاكل التي ليس لها دواء في الطب الحديث.

المقال التالي يتحدث عن وصفة لقلب وعقل وجسم سعيد وصحي وبالتأكيد لن تحصل عليها من قبل الطبيب. خصص وقتًا للتفكير في الأمور التي سأطرحها هنا ولنرى ما يبدو منها حقيقيا أو منطقيا. ثم تصرف تبعا لذلك بأفضل مايمكنك.

الوصفة الأولى

صحة المشاعر وإيجابيتها بشكل مستمر هي أفضل دواء في العالم.

كثيراً ما نعتقد أن ما نشعر به عاطفياً, والأمراض التي تصيب أجسادنا هي أشياء منفصلة. قد لا تبدو هذه المعلومة واقعية ولكنها صحيحة تماما.

الحمل بشكل طبيعي
التفكير الإيجابي هو مفتاح الصحة العاطفية الجيدة.

ليس للعلم أي معرفة أكيدة حول الكيفية التي تخلق بها مشاعرنا المرض, ولكنه شيء نعيشه جميعًا. جميعنا يعلم كيف تشعر عندما ينفطر قلبك, ولكن اخضاعك لأفضل الإختبارات الطبية والمعدات العلمية لن يخبرك لأي مدى أنت مكسورالقلب. العلم سيخبرك أن قلبك يعمل بشكل جيد و لا شيء يظهر بفحصك على الإطلاق .

ولكننا نعرف ذلك الشعور في صدرنا والفوضى التي يحدثها في أذهاننا. مشاعرنا لها تأثير عميق على الإحساس في أجسامنا, والأفكار في أذهاننا وقد تخلق عدم توازن في كيفية عمل أجسامنا. وهذا يمكن أن يؤدي إلى مرض مزمن, وربما بالتالي التأثير على حدوث حمل طبيعي.

إليك خمس طرق سهلة لتحسين صحتك العاطفية والعقلية.

  • تواصلي مع الأشخاص من حولك وطوري هذه العلاقات.
  • كوني نشيطة. ابحثي عن نشاط تستمتعين به واجعليه جزءًا من حياتك.
  • استمري في تعلم مهارات جديدة يمكنها أن تعطيك شعورا بالإنجاز والثقة من جديد.
  • أعط للآخرين. حتى ابتسامة بسيطة أو كلمة لطيفة أو حتى الثناء على شيء يمكن أن يحدث فرقا.
  • انتبهي. عيشي اللحظة من خلال مراقبة ما يحدث من حولك. يمكن لذلك أن يغير بشكل إيجابي الطريقة التي تشعرين بها وكيف تواجهين التحديات.

الوصفة الثانية

إخرجي إلى الهواء الطلق أكثر.

هناك ما يقرب من مليار شخص في البلدان المتقدمة لا يحصلون على ما يكفيهم من الشمس. كما تحتاج العديد من النباتات إلى أشعة الشمس لتنمو بشكل صحيح, نحن أيضا قد يتأثر نمونا وإزهار جسدنا بدون الشمس.

‘الخروج للهواء الطلق’ هو أفضل مضاد للاكتئاب يمكنك الحصول عليها.

في عالمنا الحديث يذهب العديد من الناس إلى العمل في الساعة 8 صباحًا ويعودون إلى المنزل بعد الساعة 6 مساءً, وبذلك يقضون اليوم بأكمله في أماكن مغلقة. وهذا يؤدي إلى نقص فيتامين (د) ومجموعة من المشاكل المزمنة التي يتبعها نقص أو مشاكل على المدى الطويل. إذا كان لديك بشرة شاحبة فأنت تحتاجين إلى التعرض للشمس لعشر دقائق يوميًا بين الساعة 10 صباحًا و 3 مساءً. إذا كان جلدك يحتوي على صبغة الميلانين بشكل أكبر فأنت تحتاجين إلى 15 – 30 دقيقة في اليوم الواحد. إن أسهل طريقة للقيام بذلك هي الجلوس خارجا بالشمس ورفع أكمامك خلال استراحة الغداء في عملك. اجعليها عادة وسوف تشعرين أنك أفضل بكثير .

الوصفة الثالثة

امشي حافية القدمين في العشب بانتظام.

قدميك هي واحدة من أكثر المناطق الغنية بالأعصاب في الجسم. يتم إرسال الارتجاع البيولوجي من قدميك عبر مئات الآلاف من المستقبلات الخارجية مباشرة إلى دماغك.

الحمل بشكل طبيعي
أتذكري عندما كنت صغيرة ولم تستطيعي الانتظار لخلع حذائك ؟

إن الاستخدام الدائم للأحذية طوال حياتنا يخفف من هذا الشعور الرائع. تخيلي لو كنت ترتدين خوذة دراجة نارية على رأسك ثماني ساعات في اليوم. يا له من شعور رائع أن تقومي بخلعها في نهاية ذلك اليوم! ينطبق نفس الشيء على قدميك. إذ يقول العلم أن ذلك يحسن النوم ويمكن أن يقلل من الألم المزمن لدى البعض.

يصبح باطن القدم لدينا ناعما ويقل مستوى الشعور بها بعد سنوات عديدة من ارتداء الأحذية, ومع ذلك لا يستغرق الأمر سوى بضعة أيام من المشي على العشب حتى يستيقظ شعور قدميك مرة أخرى, ويعود الشعور مرة أخرى كما يفترض أن يكون. بمجرد أن يعود الشعور إلى طبيعته, فإن شعور العشب على الأقدام الحافية يكون رائعا.

الوصفة الرابعة.

عليك فعل الأشياء التي تحبين القيام بها.

إن تخصيص الوقت للقيام بالأشياء التي تحبينها سيجعل الأمر أفضل بكثير عندما تضطرين للقيام بالأشياء التي لا تحبينها.

إن الذهاب إلى وظيفة لا يحبها الشخص هو أمر شائع للعديد من الناس, ولكن عليهم القيام بذلك لكي يكونوا قادرين على تحمل مصاريفهم أو احتياجاتهم. نحن نضحي بوقتنا وطاقتنا لمدة 50 عاما من حياتنا مقابل المال, لدينا فقط وقت الليل للاسترخاء استعدادًا لعمل اليوم التالي, ولدينا يومين من أصل سبعة أيام خاصة لنا. ويبدو أن هذا هو الوضع الراهن للمجتمع الحديث في الدول المتقدمة.

علينا أن نسأل أنفسنا “هل نعيش لنعمل أم نعمل لنعيش ؟” لا يوجد شيء خاطئ في هذا الواقع, فهو ينطبق على الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم.

ولكن إليك الأمر الذي عليك الانتباه إليه هل تضحين بالأشياء التي تجعلك سعيدة من أجل القيام بالأشياء التي عليك القيام بها والتي تبعدك عن الشعور بالسعادة ؟

يستيقظ الكثير من الناس بعد عقود من العمل والحياة ويتساءلون عما حدث لهم. غالبا ما يطلق على ذلك أزمة منتصف العمر. كيفية تجنب ذلك؟ تأكدي من القيام بالأشياء التي تحبينها. لا تختلقي الأعذار, مثل أنك لا تمتلكين الوقت للقيام بذلك.

إنها طريقة ممتازة للشعور بالرضا عن نفسك وحياتك.

الوصفة الخامسة

أحيطي نفسك بالناس أصحاب التأثير الإيجابي على حياتك.

“سر السعادة” هي أطول دراسة علمية على الإطلاق, بدءا من عام 1938 في جامعة هارفارد. هل هي هدف ؟ “ما الذي يجعلنا سعداء؟” إن أهم مخرجات هذه الدراسة هي أن “العلاقات الجيدة تجعلنا أكثر سعادة وصحة”.

كما أن “نوعية علاقاتك في الخمسينات من العمر ستحدد مدى جودة أو نوعية حياتك في الستينيات والسبعينيات”.

إذا كانت لديك علاقات سامة تضر بك, والمشورة والوقت لم يساعدك على تحسينها, إذا فأنت تحتاجين للخروج منها أو إيجاد حل, وذلك للحفاظ على صحتك وسعادتك على المدى الطويل.

الوصفة السادسة.

توقفي عن مشاهدة الأخبار فإن ذلك يقلل من القلق وعدم الثقة والشعور بالاضطهاد.

إن الأخبار هي مصدرنا اليومي من الرعب والبؤس والخداع. فهي لا تعود بفائدة تذكر على أي شخص يشاهدها, بل إن تدفق المعلومات السلبية منها يقلل من حساسية قلوبنا وعواطفنا .

الأخبار هي أكبر مصدر للقلق في العالم. كما أن القلق يعيق إمكانية الحمل بشكل طبيعي.

توقفي عن مشاهدة الأخبار بالكامل وحاولي التركيز على ما يحدث في عالمك الخاص فقط, لأن هذا في الحقيقة هو واقعك, وليس الواقع الافتراضي أو المنقول إلينا. ما سنراه عندها هو أن الناس يتعايشون مع بعضهم البعض, و أن الغرباء يساعدون بعضهم البعض ويحاول الكثير من الناس بذل قصارى جهدهم. هذا هو الجانب الحقيقي من الناس والعالم الذي نعيش فيه, وليس الجنون الجماعي الذي تريدنا الأخبار أن نصدقه. أطفئي التلفاز عن الأخبار وخففي من القلق الناجم وفقدان الثقة والشعور بالاضطهاد الناجم عن متابعتها.

تحسين الهدوء الداخلي وذلك بتجنب السلبيات.

الوصفة السابعة

توقفي عن الأكل القمامي!

لم يكن لدينا المزيد من الطعام المتاح وكنا أقل تغذية في التاريخ. ويشار إلى أن السمنة هي الثانية فقط بعد التدخين كسبب للوفاة يمكننا الوقاية منه. يمكن تجنب الأمراض المزمنة المتعلقة بالأغذية تمامًا, كما أن هذه هي أسهل طريقة لتجنب هذه الأمراض. اتبعي تحدي الـ 100 يوم!

الحمل بشكل طبيعي

لمدة 100 يوم فقط تناولي اللحوم الطازجة والفواكه والخضروات والسلطات والمكسرات وبعض الأجبان. لا تأكلي الحبوب أو أي شيء يحتوي على الطحين أو النشا مثل البطاطا والأرز والمعكرونة وجميع مشتقاتها. لا تأكلي أي شيء يحتوي على السكر المكرر, مثل المصاص والحلويات وجميع تلك الأشياء اللذيذة التي نعتقد أننا نحبها ولكنها في الواقع ليست جيدة لنا. لا تأكلي أي طعام جاهز على الإطلاق.

تناولي أكبر عدد ممكن من الأشياء الطازجة لمساعدتك على الحمل بشكل طبيعي.

لا بأس في القليل من القهوة والشاي طالما أنك لا تدمنين عليها أو تعتمدين عليها للعمل بفعالية. لا بأس في القليل من الكحول لكن لا تبالغي.

اتبعي ذلك لمدة 100 يوما وسوف تخسرين الكثير من الوزن وتستعيدين حيويتك. مع مرور الوقت ستخبرك معدتك بما تحبه حقًا وما تظن أنها تحبه: انتبهي لذلك ! سوف تجدين أن رغبتك الشديدة ستتجه إلى إتجاه مختلف كليا و تزداد رغبتك للغذاء الجيد.

لن تنزعجي بعد الآن من إغراء تناول الطعام السيئ لأنك ستعرفين كيف سيجعلك هذا الطعام تشعرين بالسوء. عند الانتهاء من تحدي المائة يوم سيطلب منك جسمك الاستمرار في هذه الطريقة الصحية والتي يمكن أن تكون نهج حياة غذائي من السهل الالتزام به.

عن طريق تناول الطعام بهذه الطريقة سوف تزيد فرصك في الحصول على حمل طبيعي.

الوصفة الثامنة

تأكدي من أن غرفة نومك مرتبة وأنيقة.

“النظافة من الإيمان” لأكون صريحًا, ليس لدي أي فكرة عما تعنيه هذه الجملة إلا أنها تبدو جيدًا. ما أعرفه بالتأكيد هو أن شكل منزلك يمثل عقلك. غرفة نومك هي الحرم الداخلي لعقلك, هي المكان الذي تخلدين فيه للنوم وتشعرين بالأمان, وهي المكان الذي تكمن فيه راحة بالك وأفكارك العميقة. إذا كانت غرفة نومك في حالة فوضى إذن فإن عقلك كذلك بحالة فوضى.

بالتأكيد لا تقومي بتخزين أي خردة أو أي نوع من المهملات تحت سريرك. إذا كان لابد من تخزين أي شيء تحت سريرك تأكدي من استخدامه بانتظام وأنه مرتب جدا. للحصول على أفضل النتائج لا تضع أي شيء تحت سريرك. إن ترتيب سريرك كل يوم هو فكرة ممتازة (ولكن حتى أنا لا أجيد هذا شيء لذلك سأترك القرار لك).

الحمل بشكل طبيعي
إن المشي في غرفة نوم مرتبة دائما يجعلك تشعرين أفضل من المشي في غرفة تعمها الفوضى!

إن مطبخك يمثل قدرتك الإبداعية وقدرتك على تحويل الأفكار إلى واقع. أما غرفة الصالة لديك فتمثل حياتك الاجتماعية. وحمامك هو انعكاس لنظافتك الشخصية. تمثل الخردة التي تقومين بتخزينها في المناطق المحيطة بالمنزل أفكارًا غير مكتملة أو قديمة ومشكلات لم يتم حلها. وينبغي تجديد هذه المناطق كل سنتين.

تتحدث ماري كوندو في عرضها ” الترتيب” عن كيفية التعامل مع ما يجب التخلص منه وما يجب الاحتفاظ به. “إذا كنت تشعرين بالسعادة عند الاحتفاظ به إذا احتفظي به, أما إذا لم تفعلي فتخلصي منه”.

الوصفة التاسعة

أشبعي الذئب الصالح!

هذا هو شعارنا لنزع نمط التفكير السلبي.

إذا كنت لم تسمعي بقصة هذا المثل من قبل فإليك القصة.

“كان رئيس هندي يتحدث إلى حفيده و يقول له: إن داخل كل شخص يعيش ذئبين. ذئب صالح ويمثل الحب والضحك والسعادة, وهو كل شيء جيد وصحيح في العالم ورغبته أن يجعل حياتك مكانا أفضل للعيش. والآخر هو الذئب السيئ. إنه الغضب والبؤس والغيرة والكراهية. وهو كل شيء سلبي وخاطئ في العالم ورغبته أن يجعل حياتك مكانا أصعب للعيش. يعيش هذان الذئبان في كل شخص, وهما في حالة حرب باستمرار”.

وبعد وقت من التفكير سأله حفيده “إذا كان هذان الذئبان في حالة حرب باستمرار, فأيهما يفوز ؟”

أجابه الجد الحكيم مع ابتسامة ” الذي تقوم باشباعه “.

الأفكار الإيجابية والسلبية هي خيار يمكننا السيطرة عليه.

نعلم جميعًا أن الحياة الجيدة والسيئة في هذا العالم, والحياة الجيدة والسيئة بداخلنا تتجسد في هذه القصة . ما نركز عليه في أفكارنا يخلق الواقع الذي ننظر من خلاله إلى العالم من حولنا. إذا كنا نفكر في أشياء سلبية, فإن الطريقة التي نتصرف بها ونتكلم بها عن العالم من حولنا تعكس تلك السلبية. وينطبق الشيء نفسه على التفكير الإيجابي. أيهما تفضلين ؟

كلنا نواجه تحديات في الحياة, ولا أحد محصن عن الظروف القاهرة والخبرات التي نتعرض لها خلال هذه الحياة. إذا وجدت أن السلبية تهيمن على أفكارك, فقط قولي لنفسك, “اشبعي الذئب الصالح”. في كل مرة يدخل الفكر السلبي الذي لا تريدين إلى رأسك “أشبعي الذئب الصالح.” قد تضطرين إلى قولها 100 مرة في الساعة, لتبدئي. ولكن بعد وقت سوف تكونين مضطره لقولها فقط بين الحين والآخر.

عندما أجد أن ذهني يتعامل مع بعض العبارات السلبية لفترة من الوقت ويؤثر علي, عندها أسأل نفسى ، “سكوت! هل تشبع الذئب الصالح ؟” وأبتسم, وأتلو شعاري لأذكر نفسي وعندها يختفي الفكر السلبي ربما ليوم آخر .

إذا وجدت أن السلبية تهيمن على قلبك وعقلك, استخدمي الوصفة التاسعة والأولى معا. مارسي ذلك كل يوم حتى يصبح عادة وسوف تغيرين قلبك وعقلك وحياتك إلى الأفضل, وربما سيدعم ذلك حصولك على حمل طبيعي.

الحياة ليست دائما سرير من الورود, كما أنها ليست دائما عاصفة.

ينبغي أن تساعدك هذه الوصفات على أن يكون قلبك وعقلك وجسمك أكثر سعادة وصحة, وأن تحصلي على الحمل بشكل طبيعي!

مع إخلاصي, الدكتور سكوت مارتن

Leave a comment